الرئيسية
الدليل الفقهى
الدليل الفقهى
يقدم الدليل الفقهي في تطبيق “نسك اكادمي” مرجعًا موثوقًا لكل الأحكام الشرعية المتعلقة بالحج والعمرة، مما يساعدك على أداء المناسك وفق تعاليم الإسلام الصحيحة. ستجد فيه شرحًا مفصلًا للخطوات، الأدعية، والمحظورات، مدعومًا بالأدلة من القرآن والسنة، لضمان أداء شعائرك بكل طمأنينة ويقين.
أصول المناسك وأحكامها
أولاً: أركان الحج:
للحج أربعة أركان هي: الإحرام، والطواف، والسعي، والوقوف بعرفة، فلا يصح إلا بهذه الأركان. الإحرام يعني أن تبدأ نية الحج أو العمرة بشكل رسمي. لا يكفي أن تكون النية في قلبك فقط، بل يجب أن ترافقها أفعال تدل عليها، مثل:
الركن الأول
1-الاحرام
الإحرام من الميقات:
الميقات هو المكان الذي يجب أن تبدأ منه نية الإحرام، النبي صلى الله عليه وسلم حدد مواقع معينة لكل من يرغب في الحج، مثل: "ذو الحليفة" لأهل المدينة. "الجحفة" لأهل الشام. "قرن المنازل" لأهل نجد. "يلملم" لأهل اليمن.
ارتداء ملابس الإحرام:
الرجال :قطعتان من القماش الأبيض غير المخيط. النساء: ملابس عادية مع الالتزام باللباس الشرعي. هذه الخطوات تُظهر تعظيم البيت الحرام والاستعداد لبدء رحلة الحج. ففي الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ما يلبس المحرم من الثياب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تلبسوا القمص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرانس، ولا تلبسوا من الثياب شيئاً مسه الزعفران ولا الورس». والمخيط هو: كل ما يخاط على قدر الملبوس عليه كالقميص والسراويل ليبعد عن الترفه، ويتصف بصفة الخاشع الذليل، وليتذكر أنه محرم في كل وقت، وليتذكر الموت ولباس الأكفان، ويتذكر به يوم البعث يوم القيامة والناس حفاة عراة.
وأما سنن الإحرام فمنها:
الاغتسال ولو لنفساء أو حائض: لأن أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر رضي الله عنه وضعت وهي تريد الحج فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم «بالاغتسال»، وأمر عائشة رضي الله عنها «أن تغتسل لإهلال الحج وهي حائض» متفق عليه. ومنها التطيب في بدنه؛ لقول عائشة: "كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت". ومنها تكرار التلبية وتجديدها كلما تجددت حال: لخبر سهل بن سعد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يلبي إلا لبى من على يمينه أو شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا» ومنها التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال كما ترجم لذلك البخاري رحمه الله بقوله: "باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال عند الركوب على الدابة"، ثم ذكر حديث أنس وفيه: «ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استوت به على البيداء حمد الله وسبح وكبر، ثم أهل بحج وعمرة»
فهذه السنن لو تركها المحرم لم يجب عليه فيها دم، ولكن يفوته بتركها أجر كثير وثواب جزيل.
الركن الثانى
2 - الوقوف بعرفة
الوقوف بعرفة هو أهم خطوة في الحج، ويكون في يوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة). هذا اليوم يُعتبر فرصة عظيمة للدعاء والاستغفار وطلب الرحمة من الله.
ماذا تفعل في عرفة؟
الوقوف بعرفة يعني أن يكون الحاج حاضراً في منطقة عرفة، وهو شرط أساسي لصحة الحج.
متى يبدأ الوقوف؟
يبدأ الوقوف من وقت زوال الشمس (الظهر) في يوم عرفة ويستمر حتى فجر يوم النحر (اليوم التالي).
إذا وقفت في أي وقت من هذه الفترة، فقد أتممت الركن.
ماذا تفعل في عرفة؟
ماذا تفعل في عرفة؟
الإكثار من الدعاء والذكر.
قراءة الأدعية البسيطة مثل: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير."
طلب المغفرة والرحمة من الله.
الركن الثالث
3- طواف
طواف الإفاضة هو أحد أركان الحج الأساسية، ويُعرف أيضاً بطواف الحج. يتمثل في الدوران حول الكعبة سبع مرات بنية التقرب إلى الله.
متى تقوم بطواف الإفاضة؟
يمكنك البدء بالطواف بعد منتصف ليلة النحر (ليلة العيد) مباشرة.
من الأفضل أن تؤديه في يوم العيد (اليوم العاشر من ذي الحجة) بعد المبيت في مزدلفة.
إذا لم تتمكن من أدائه في يوم العيد، يمكنك تأجيله حتى أيام التشريق أو حتى مغادرتك مكة.
شروط الطواف:
الأول: النية عند الشروع في الطواف؛ إذ الأعمال بالنيات فكان لابد للطائف من نية طواف، وهي عزم القلب على الطواف تعبداً لله تعالى وطاعة له عز وجل.
الثاني: الطهارة من الحدث والخبث.
الثالث: ستر العورة لحديث: «ولا يطوف بالبيت عريان».
الرابع: أن يكون البيت على يسار الطائف لحديث جابر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه ثم مشى على يمينه فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً».
الخامس: أن يكون الطواف سبعة أشواط، وأن يبدأ بالحجر الأسود بأن يقف مقابل الحجر الأسود بكله فيستقبله استقبالا في أول مرة، وبعد ذلك كلما أتى عليه استقبله بوجهه، فيكون تفسيراً لمجمل قوله تعالى: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ العَتِيقِ﴾ [الحج: 29].
سنن الطواف:
الأول: يستحب إذا رأى الحاج البيت أن يرفع يديه كرفع يديه للدعاء ويقول: «اللهم أنت السلام ومنك السلام حَيِّنَا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تعظيماً وتشريفا وتكريما ومهابة وبرا، وزد مَنْ عَظَّمَه وشَرَّفَه ممن حجه واعتمره تعظيماً وتشريفاً وتكريماً ومهابة وبراً»
الثاني: الاضطباع: والاضطباع هو كشف الضبع، أي الكتف اليمنى، ولا يسن إلا في طواف القدوم خاصة، وللرجال دون النساء، ويكون في الأشواط السبعة عامة، وقال بعضهم: مع الرمل فقط.
الثالث: تقبيل الحجر الأسود إن أمكن، وإلا اكتفى باستلامه بيده أو الإشارة بيده اليمنى عند تعذر ذلك، ولا يرفع يديه كما يكبر للصلاة.
الرابع: قول: «بسم الله والله أكبر» عند ابتداء الطواف، أي بسم الله أطوف، والله أكبر من كل شيء، وقال بعضهم: يقول: «لا إله إلا الله والله أكبر».
الخامس: الرمل، والرمل مثل الهرولة وهو مسارعة المشي مع تقارب الخطى.
السادس: أثناء الطواف، يُستحب أن تذكر الله كثيراً، وتدعو بما يتيسر لك من الأدعية. لا توجد أدعية محددة يجب الالتزام بها، لكن من السنة أن تختم كل شوط بين الركن اليماني والحجر الأسود بالدعاء:
“ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.”
السابع: أثناء الطواف، يجب أن تكون هادئاً وخاشعاً، بقلب حاضر ومليء بالإيمان، احرص على أن تظهر الأدب في كل شيء: في نظراتك، وحركاتك، وسلوكك، تذكّر أن الطواف يشبه الصلاة، لذلك تعامل معه بنفس الاحترام والخشوع، واستشعر في قلبك عظمة الكعبة ومنزلة هذا المكان المقدس.
الثامن: بعد الانتهاء من الطواف، يُستحب أن تصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم إذا كان ذلك ممكناً. وإن لم تتمكن بسبب الزحام، يمكنك الصلاة في أي مكان داخل الحرم. في هذه الركعتين، يُفضل قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة، ثم قراءة سورة الكافرون في الأولى وسورة الإخلاص في الثانية، استناداً إلى قوله تعالى: “وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى”.